الجمعة، 18 أغسطس 2017

أخي أنت حرٌ وراء السدود ***


أخي أنت حرٌ بتلك القيود

 إذا كنت بالله مستعصما ***

 فماذا يضيرك كيد العبيد 

أخي ستبيد جيوش الظلام ***

 و يشرق في الكون فجر جديد

 فأطلق لروحك إشراقها ***

ترى الفجر يرمقنا من بعيد

 أخي قد أصابك سهم ذليل ***

 و غدرا رماك ذراعٌ كليل

 ستُبترُ يوما فصبر جميل ***

و لم يَدْمَ بعدُ عرينُ الأسود 

أخي قد سرت من يديك الدماء***

أبت أن تُشلّ بقيد الإماء 

سترفعُ قُربانها ... للسماء *** 

مخضبة بدماء الخلود 

أخي هل تُراك سئمت الكفاح ***

و ألقيت عن كاهليك السلاح

 فمن للضحايا يواسي الجراح ***

 و يرفع راياتها من جديد

أخي هل سمعت أنين التراب ***

 تدُكّ حَصاه جيوشُ الخراب

 تُمَزقُ أحشاءه بالحراب ***

وتصفعهُ و هو صلب عنيد 

أخي إنني اليوم صلب المراس ***

أدُك صخور الجبال الرواس 

غدا سأشيح بفأس الخلاص ***

رءوس الأفاعي إلى أن تبيد

 أخي إن ذرفت علىّ الدموع ***

و بللّت قبري بها في خشوع

 فأوقد لهم من رفاتي الشموع ***

و سيروا بها نحو مجد تليد

 أخي إن نمُتْ نلقَ أحبابنا ***

فروْضاتُ ربي أعدت لنا 

و أطيارُها رفرفت حولنا ***

فطوبى لنا في ديار الخلود

 أخي إنني ما سئمت الكفاح ***

و لا أنا أقيت عني السلاح 

و إن طوقتني جيوشُ الظلام ***

 فإني على ثقة ... بالصباح 

و إني على ثقة من طريقي ***

إلى الله رب السنا و الشروق 

فإن عافني السَّوقُ أو عَقّنِي ***

 فإني أمين لعهدي الوثيق

 أخي أخذوك على إثرنا ***

 وفوج على إثر فجرٍ جديد 

فإن أنا مُتّ فإني شهيد ***

 و أنت ستمضي بنصر جديد 

قد اختارنا الله ف دعوته ***

 و إنا سنمضي على سُنته 

فمنا الذين قضوا نحبهم ***

ومنا الحفيظ على ذِمته 

أخي فامض لا تلتفت للوراء ***

 طريقك قد خضبته الدماء 

و لا تلتفت ههنا أو هناك ***

و لا تتطلع لغير السماء

 فلسنا بطير مهيض الجناح ***

 و لن نستذل .. و لن نستباح

 و إني لأسمع صوت الدماء ***

قويا ينادي الكفاحَ الكفاح

 سأثأرُ لكن لربٍ و دين ***

و أمضي على سنتي في يقين

 فإما إلى النصر فوق الأنام ***

وإما إلى الله في الخالدين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق